
كما يتطرق إلى أثر الوضع الأمني المتوتر على القطاع في لبنان كما دول عربية عدة، ذلك "أننا نعيش في منطقة تتكرر فيها الأزمات والحروب باستمرار، والسياحة عرضة لهزات مستمرة، والسائح الأجنبي يهرب من المناطق المتوترة"، لافتاً إلى وضع سيئ تعيشه السياحة في لبنان منذ أعوام، فالمرحلة التي أعقبت الحرب الأهلية، لم تحمل استقراراً دائماً في البلاد، وخلال الأعوام الأخيرة شهد لبنان انهياراً اقتصادياً، وتحركات شعبية في الشوارع، قبل أن تنطلق الحرب الراهنة والمعارك المتصاعدة في الجنوب.
المرخص له بممارسة نشاطاته في إقليم ولاية أو ولايتين ويجب أن يكون حائز على شهادة تقني سامي في المجال بالإضافة الى اتقان فضلاً عن اللغة العربية لغة أجنبية على الأقل.
ولا يخفي المساعدة قلقه من تطبيق وزارة السياحة فكرة الدليل الإلكتروني، الذي قد يشكل منافسة للأدلاء التقليديين.
تعد مهنة "الدليل السياحي" واحدة من أقدم المهن في التاريخ التي بدأت من أجل استكشاف الطرقات في الصحارى وصولاً إلى رحلات الحج، وأخيراً ظهور أوقات الفراغ ورحلات الاستجمام.
اتسعت الحاجة للمرشدين السياحين مع ازدياد أوقات الفراغ والبحث عن الاستجمام، وكذلك ممارسة الطقوس الدينية الإيمانية والتعبدية. وفي الماضي أيضاً اقتصرت ممارسة سياحة الاستكشاف على أصحاب المكانة الاجتماعية العالية والأغنياء والأمراء إذ يخرجون في رحلات الصيد.
يعد دليلاً في السياحة كل شخص طبيعي يرافق السياح مقابل أجر بمناسبة رحلات سياحية أو أسفار منظمة في المتاحف، النصب التذكارية والمعالم التاريخية والحضائر الثقافية والمواقع السياحية.
مع اتساع نطاق المهنة، اتجهت البلدان نحو التنظيم. ففي لبنان، "يعد دليلاً سياحياً كل لبناني، حائز على إجازة دليل تمنحها له وزارة السياحة، يقوم مقابل بدل محدد بأعمال مرافقة السياح والمسافرين وإرشادهم، في المعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية والمتاحف، وفي الأماكن ذات الأهمية السياحية. ويقوم أيضاً بشرح وإعطاء المعلومات التاريخية والأثرية وشرح ما يتعلق بهذه المواقع وبالبلاد".
في المقابل، يقول المصور والدليل السياحي محمد عبد النبي إن التطبيقات الإلكترونية لم تسحب البساط بعد من تحت الدليل السياحي، وأن هذه المهنة التي يمارسها منذ عشرات السنين لا تزال صامدة، وإن كان هناك بعض البوادر لانتشارها.
شهدت مهنة الدليل السياحي في تونس منذ أعوام، أزمات أسهمت في تقلص عددهم. ومن أبرز أسباب هذا التراجع الوضع المادي والاجتماعي باعتبارها مهنة موسمية، إضافة إلى الأحداث التي مرت بها البلاد في العشرية الأخيرة، مثل العمليات الإرهابية وانتشار فيروس كورونا.
وعلى عاتق المرشد السياحي تقع دائماً مسؤولية إنجاح الرحلة السياحية وتقديم الصورة الإيجابية عن وطنه للسائحين، فهوا المصدر الرئيسي للمعلومات التي يحصلون عليها عن التراث الحضاري والتاريخي والثقافي والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية التي يعيشها نور السكان في المناطق السياحية التي يرافق السائحين لزيارتها.
تقول ماتيلدا سائحة فرنسية وهي في زيارة للمدينة العتيقة في تونس العاصمة، مع مجموعة من السياح إنها تحبذ الدليل السياحي على التطبيقات الإلكترونية على رغم أنها تحتاجها أحياناً للتأكد أو معرفة المكان.
واعتبر أن "للدليل السياحي دوراً مهماً ومحورياً في صناعة السياحة بمختلف مكوناتها لاعتباره سفيراً للقطاع وحلقة الوصل بين السائح، محلياً كان أو أجنبياً" إضافة إلى "دوره في إعطاء الزائر الصورة الحضارية الحقيقية عن البلاد التونسية وعمق تاريخها، ممّا يسهم في تعزيز ثقة السائح وتحفيزه لزيارة مختلف المواقع السياحية والثقافية التي تزخر بها البلاد بكل أنحائها من شمالها إلى جنوبها".
أمام هذا الواقع ثمة جدل كبير حول أهمية الدليل السياحي التقليدي الذي لا يزال يحتفظ بشعبية واسعة من قبل السياح، نور الامارات بخاصة أولئك الذين يفضلون التفاعل الشخصي والمعرفة المتعمقة في تاريخ وثقافة الأماكن التي يزورونها، فضلاً عن التفاعل المباشر ما بين الدليل والسائح.
مطويات جاهزة للطباعة ومنوعة (باريس-زيلامسي-إنترلاكن-الكويت -قطر- شنق هاي – سيرلانكا -الهند -..وغيرها)